القرار لك

في عام 2008 كان رجل الأعمال النيوزيلندي جو باينر في رحلة مميزة وفريدة إلى القطب الجنوبي عندما تلقى رسالة من زوجته تخبره بأن صندوق الاستثمار الذي وضع  فيه كل أمواله( 10 مليون دولار ) حصيلة شقاء وتعب ثلاثين عاما  قد ذهبت واختفت كليا  بسبب احتيال " بيرنارد مادوف " الذي كان يدير هذا الصندوق الاستثماري  والذي يعرف باسم صندوق ( Madoff Investment Securities. ) ،تلقى الخبر كا الصاعقة وأصابه الذهول وقبل أن يصل الى مرحلة الانهيار التام  استدرك وانتفض من جديد مخاطبا نفسه ( إذا كان  السارق قد أخذ تعبي لثلاثين عاما مضى فهل أعطيه باقي عمري و أعيشها في مرض واكتئاب و عجز ؟ أم أنطلق من جديد ؟ معتبرا مما تعلمته من هذا الدرس لانطلاقة جديدة ؟ وكان الامر .عاد و نجح  في استرداد جزء من أمواله وأموال المستثمرين الآخرين . وقد تمت محاكمة بيرنارد مادوف وحُكِم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الاحتيال الإلكتروني . هناك حادثة اخرى لصديق قديم لي حصلت معه حادثة مشابهة حيث كان له نصيب من النشاط والاجتهاد ولسنوات طويلة من عمل دؤوب استطاع أن يبني عمارة تحمل طابو عقاري باسم صاحبه ومع الأيام توفى صاحبه هذا و أنكر أبناؤه ملكيته لهذه العمارةً ومن شدة حزنه وضغط الالتزامات التي عليه أصيب بشلل وعجز الى أن توفاه الله .من هنا تأتي القاعدة المهمة وهي :(نحن لا نستطيع تحديد الظروف الخارجية التي تأتي علينا وإنما نستطيع تحديد كيف سوف تكون ردة فعلنا اتجاهها وتعاملنا معها ).القرار هنا يعود لنا ولطريقة ردة الفعل من داخلنا للحدث مهما كان ضخما من فقدان المال أو الأهل ، أب ،  أم ، معيل ، أو فقدان وظيفة وما شابه ذلك ، و بأن نسلم الأمر لله ولما جرى برضا وإيمان بقضاء الله وقدره .ولا ننفي هنا حجم المصيبة ومعزة ما ذهب وإنما نضع حدا بما لا يكون له الضرر المضاعف ويخرج عن معنى التسليم لله تعالى بمطلقه .

Previous
Previous

٣٥ سنة لاحقا

Next
Next

مصابيح الطريق و الذكاء الصناعي