مصابيح الطريق و الذكاء الصناعي
أصبح من الملاحظ عند الكثير من متابعي برامج التواصل الاجتماعي ظهور المواضيع التي هي ضمن اهتمامنا وبشكل مفاجئ و بدون طلب ، مما يغذي هذا الجانب بشكل مستمر وينعكس ذلك على طريقة التفكير والاهتمام .
من هنا تأتي أهمية البحث عن الامور الايجابية والتركيز عليها والابتعاد عن السلبيات تماما حيث الجسم يلحق العقل بما يفكر ويركز عليه و أذكر هنا مثال على ذلك
نذهب كل يوم الى موقع العمل بنفس الطريق وبنفس الموعد في الذهاب والاياب و في يوم من الايام يبلغك زميلك بالعمل أن الطريق طويل وهناك مشكلة في الإضاءة في عدة اماكن ويوجد خمسة من مصابيح الإنارة بالشارع لا تعمل وكذلك وجود رصيف محطم وغير منتظم ، حينها وفي اليوم التالي سوف تلفت انتباهك و تراها و ينتابك شعور سلبي اتجاه الطريق لم يسبق أن لاحظته من قبل ، و العكس صحيح في حال ابلاغك ان هناك شجر و فيه زهر وردي جميل يضفي جمال الطبيعة على الطريق فإن انتباهك سوف ينصب على جمال الطريق و زقزقة العصافير التي فيه و الفائدة اليومية التي تحصل عليها في سماع الكتاب الصوتي اثناء الذهاب والعودة والذي يزيدك من المعرفة والثقافة ، وهكذا يتفاعل العقل الباطن وما يعكسه على النفس بكليتها من تبدل في حالتها السوداوية الى الجانب الايجابي كليا
في هذا السياق أذكر حادثة لطيفة قديمة منذ قرابة خمسة و أربعين سنة حين كنت بصحبة جدتي وعمتي بزيارة لعدة ايام الى بيت عمي "طبيب نسائي في المانيا بمدينة صغيرة قرب مدينة هانوڤر وكان هو استشاري قسم النسائية والتوليد بالمشفى الرئيسي بهذه البلدة الصغيرة "
كنا نتردد الى السوق بالشارع الرئيسي بالبلدة الى أن ينتهي عمي الدكتور من عمله بالمشفى لنذهب معا لبقية اليوم ، وفي احدى الأيام خرج مبكرا وتدرج معنا بالسوق وإذا بالعديد من النساء بالشارع تلقين عليه التحية ويسلم عليهن وبعد تجاوزهم يقول هذه تتابع حملها معه بالمشفى وهي بالشهر الخامس والأخرى بالثامن و هكذا
في اليوم التالي عندما كنا نقوم بنفس المشوار بدونه لفت انتباهي الحوامل وأصبح اهتمامي بأن أخمن بأي شهر كل منهن
الخلاصة : الذكاء الاصطناعي يستخدم تحليل البيانات الشخصية والسلوكية للمستخدم ويقدم المحتوى الذي هو محل اهتمامه
هناك محورين يتقاتلان دوما في داخلنا الاول : هو النور والأمل والتفاؤل
الثاني : هو الظلام واليأس والاحباط . الذي يفوز هو من تغذيه دوما على حساب الآخر
لذلك نحن علينا اختيار المحور الايجابي منذ البداية وننتظر الفوز بإذن الله