المدير التنفيذي - القيادة

يوجد هناك الآلاف من الكتب والمحاضرات وبرامج التدريب التي تتحدث عن صناعة القادة و رواد الأعمال والمدراء الناجين … الخ .

و من متابعة وقراءة لعدد منها بهذا الموضوع ، يبدو لي أن جميع ما تم كتابته والعمل عليه بهذا السياق هي عوامل تساعد وتفيد و تطور في الشخصية ولكن ليس بالضرورة الوصول لصناعة القائد المطلوب وتبقى احتمالات الفشل كبيرة وذلك لأسباب كثيرة تختلف باختلاف دقة المعطيات و توافق وتضافر العوامل المجتمعة اللازمة لكي يخرج القائد أو المدير المطلوب ، و مؤخرا لفت انتباهي خلاصة ما قالته السيدة روزاليندا توريس - Roselinde ‏Torres (شريك رئيسي و مديرة تنفيذية لواحدة من أكبر ثلاث شركات استشارية بالعالم بالإدارة BCG وعدد موظفيها 25,000 و لديهم أكثر من ألف مكتب بالعالم ومبيعاتهم في عام 2021 تجاوز 11 مليار دولار ).

ذكرت السيدة روزاليندا خلاصة مهمة حول الصفات الأكثر تميزا للقائد الناجح هو وجود الصفات والمهارات الثلاث حسب الخلاصة التالية:

(طبعا بالإضافة الى الصفات الأخرى المُسلم بها).

١- اهتمام القائد المستمر في استشراف المستقبل وإعطاء وقت وجهد في قراءة ودارسة التوقعات المحتملة وأماكن التغير القادمة في نموذج العمل القائم به، ويأتي ذلك من خلال مشورات مستمرة مع فريق عمل مميز يطرح ويناقش كل الاحتمالات المستقبلية ومن ثم يأخذ القائد المبادرة بالقرارات الإجرائية أو الاحترازية التي تخدم الاحتمالات المرتقبة والخلاصات التي خرج بها.

٢-وجود مقدرة عالية عند القائد في تطوير العلاقات مع الاشخاص اللذين يختلفون عنه تماما وبشتى أنواع الاختلاف (بيولوجية، وبدنية، وظيفية، سياسية، ثقافية، اجتماعية واقتصادية) ، بحيث يحظى على ثقتهم وتعاونهم في العمل معا لأهداف مشتركة ، ويكون هذا التعاون والتنوع مصدرا مهما في إيجاد الحلول المبتكرة أو ذات مستويات أعلى وأهم ، و جوهر ذلك هو وجود اختلاف في التفكير عما عليه القائد بشخصه .

٣- ان يكون القائد لديه الشجاعة الكافية لأن يأخذ القرارات التي تحمل المخاطرة العالية والتي هي خارج سياق المألوف والمعتاد ولديه القدرة على تنمية مقاومة العاطفة التي تميل للراحة وعدم السير في طريق المواجهة للآراء المخالفة. وبهذا السياق سوف ينضم لك فريق جديد مختلف عما هو المعتاد، وإنما من اللذين يحبون المغامرة متطلعين الى قفزات نوعية تحمل الشجاعة والمخاطرة والجرأة للسير نحو الامام.

وأود أن أضيف هنا بأن المقاومة العاطفية للقائد في المنظومة ذات صله بالشأن العام تكون أكثر تعقيدا وصعوبة حيث سوف يواجه المخالفين في كل الوسائل الاعلامية المتاحة والضاغطة بشتى الاتجاهات وخصوصا عندما تكون القرارات التي يجب أخذها وما يحيطها من عوامل، وتداعيات ضبابية، وغير واضحة.