الكلفة صفر

لفتت انتباهي فكرة الشركة الامريكية تحت اسم "free water -المياه مجانا" وهي تقوم على مبدأ توزيع عبوات المياه مجانا في أماكن مختلفة في البلدة وتقوم الفكرة على وجود رسالة لدى القائمين على الشركة وهي :

" الايمان بأن المياه يجب أن تكون حق لكل الناس " .

تغطى كلفة المنتج من خلال وجود دعاية مطبوعة على عبوة المياه لعدة أسماء تجارية بحيث تغطي التكلفة المباشرة و زيادة بقيمة 0,10$ لجهات خيرية وهذا يعطي دافعا للشركات الراعية المشاركة معهم بأنهم بهذا العمل يحققون عدة أهداف في وقت واحد حسب التالي:

١- الاستفادة من الدعاية وبشكل مباشر ومضمون وقد تكون أرخص تكلفة من وسائل دعائية تسويقية أخرى .

٢- المشاركة في الخدمة المجتمعية وعمل الخير بالقيمة الاضافية للمنتج 0,10$ . ويعطي سمعة ايجابية للراعي.

٣- احتساب هذه التكاليف و لو بشكل جزئي لهذه المساهمة من الوعاء الضريبي على الشركة الراعية  .

٤-المساهمة في تحسين البيئة حيث يتم اعتماد عبوات قابلة للتدوير بالكامل.

٥- اضفاء روح السعادة على المشاركين من وراء شعور العطاء الذي يساهمون به .

أذكر احدى التجارب التي مررت بها في  عام 2000 حيث تم اطلاق فكرة "هوت اند كرسبي " في احدى دول الخليخ وهي محلات و نقاط بيع متخصصة في بيع البطاطا المبهرة وأذكر حينها كانت كلفة العبوة 27 هللة أو  ما يعادل 0,072 $ ، وكان علينا العمل على تخفيض التكاليف بشكل عام ومنها كلفة التعبئة ومع ازدياد الكميات بشكل تصاعدي والحصول على مصادر أهم وصلنا الى كلفة نهائية بقيمة 16 هللة ، وذلك عند تجاوز حجم الطلبية الواحدة من المطبعة مليون ونصف عبوة وأكثر  ، وثبتت التكلفة عند هذا الرقم الى أن تم التعاقد مع شركة الببسي كولا في وضع شعار " الببسي كولا " لقاء مشاركتهم بنصف القيمة للعبوة وفي العام الثاني تم مشاركة العلامة التجارية الأخرى مشروب " كاديه " على الوجه الثاني من العبوة مقابل مشاركة النصف الآخر من قيمة العبوة والنتيجة كانت أن وصلنا الى " الكلفة صفر " .

 أن عمل الخير ليس بالضرورة أن يكون عطاء أو مشاركة مادية  ، إنما هناك أفكار يمكن طرحها و انتشارها تعود بالفائدة المجتمعية والعمل الخيري العام و بنفس الوقت تحمل بعداً تجارياً نافعاً  لأصحابها .

Previous
Previous

قصة روز بروكلين - دوما هناك فرصة

Next
Next

٣٥ سنة لاحقا