قانون الارتداد
مع حجم الهزات الارتدادية الكبير التي تذكرها المراصد الجيولوجية مؤخرا أود الحديث عن بعض قواعد الارتداد على سلوكيات الإنسان مع نفسه في رحلة العمر بالعموم.
هناك سنن كونية كثيرة نعيش من خلالها ومفاهيم عامة يتم تداولها بين الناس بين الحين والآخر منها ( فكرة العطاء تجلب السعادة ، التسامح يطيل العمر ، اذا زرعت تحصد ، الخ ) .
و هنا أعود الى احدى النظريات " قانون الارتداد " التي سمعتها حديثا و تقوم بربط حصول الإنسان على متطلباته من خلال مقدمات على الإنسان نفسه فعلها ابتدأ ليحصل على مبتغاه و ما يسعى له من خلال الارتدادات الناجمة عن أفعاله.
الكل يبحث عن السعادة وما يتطلبه ذلك من المنزل الوسيع، والزوجة الصالحة، والابناء البارين ، والسيارة الجميلة ، والصحة في البدن ، ومن سمعة طيبة ، وصديق محب … الخ .
وقد ذكرت النظرية خمسة قوانين ارتدادية رئيسية بما يخص سعادة الإنسان في حياته بمرجعية شرعية وهي حسب التالي:
١-القانون الأول: الاستغفار يجلب المال والبنين بدليل الآية الكريمة في صورة نوح . (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) .
أي من يطلب المال والبنين عليه المواظبة على الاستغفار دون كلل أو ملل .
٢-القانون الثاني: العمل بالمعروف والحماية من الله ، كم من مصيبة غائبة في رحم الغيب أجهضها معروفاً بذلته..
أو هماً فرجته أو حاجةً قضيتها لوجه الله تعالى .
ذكر في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم .
)صنائع المعروف تقي مصارع السوء(.
و هناك قول مشهور بين الناس :
)من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر (.
وبلا شك هناك ابتلاءات وامتحانات من الله يخص فيها بعضاً من عباده ولحكمة لا يعلمها إلا الله كما جرى بين الخضر وسيدنا موسى. ولكن النظرية تتحدث عن عموم السنن الكونية.
٣- القانون الثالث : الصدقة و ربطها بطلب المال والوفرة والبركة .
و مرجعية ذلك تعود الى الآية الكريمة بصورة التوبة الآية ١٠٣ ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) . وكذلك بالحديث الشريف ( اللهم أعط كل ممسك تلفا وكل منفق خلفا ) . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( ما نقص مال من صدقة ) .
بينما الذي لا ينفق تذهب أمواله لورثته بينما هو يتلف وقته وصحته في جمعه .
٤- القانون الرابع : صلة الرحم وطلب اطالة العمر .
ليكون مرجعية ذلك من خلال الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من يريد الله أن يطيل في عمره ويوسع في اثره فليصل رحمه ) ولكن هذا القانون يصعب تطبيقه لأنه يصعب على الإنسان أن يبادر بصلة رحم من يظن فيهم ظلما وقع عليه منهم ، رغم أنه فائدة هذه الصلة هي لنفسه وليست لرحمه والحكمة في هذا العطاء من الله لما له أثر في لحمة المجتمع .
وقد ترى الكثير من الناس يحرص على الرياضة وأكل الطعام الجيد والبعد عن كل شي ضار به وعلى الفحص الطبي الشامل ، ولكن بالنهاية ينتهي بحادث مروري أو شي آخر .
٥-القانون الخامس : الدعاء وتغير القدر .
وهذا القانون يكرس جوهر العلاقة بين العبد و ربه بعبادة الدعاء الخالص والمستمر ليكون الارتداد عليه بأن يغير الله ما كتب على الإنسان من قضاء وقدر وهناك أنواع من الدعاء ذكرت بتفاصيلها و المواقيت التي تعود لها مثل دعاء المظلوم ، والوالد لأبنائه ، والثلث الأخير من الليل ، الخ . ومرجعية القانون تعود الى الحديث الشريف :
)لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر (.
وأخيرا نسأل الله اللطف والحماية والرعاية .