فكرة الفرانشايز‏

كان الرَّاغبون في الاستثمار ولا يزالون يقومون بالبحث عن أفكار الفرانشايز المطروحة في الدُّوَل الغربيَّة، وأمريكا بالخصوص؛ لنَقْلها إلى بلادنا التي نعيش فيها؛ ليكونوا ضمن المنظومة التي تعمل عليها الشَّركة المالكة للفرانشايز، ولكنْ مُؤخَّرًا أصبحت هناك أفكار كثيرة وابتكارات مهمَّة جدًّا محليَّة تَصْلح لكي تنطلق إلى العالميَّة، وأن تأخذ مَنْحَى التطوير والتوسُّع من خلال مبدأ الفرانشايز.

 

وهناك أفكار كثيرة قابلة لتكون فرانشايز منها (المطاعم، خدمات الصيانة، خدمات التطوير العقاري، التدريب المهني والتعليمي... إلخ).

وعليه أحببتُ أنْ أتحدّث وأُلقي الضوء على هذه الفكرة من عدَّة جوانب، الإيجابيَّة والسَّلبيَّة، حيث تعتبر إحدى أهمّ الطُّرق للانتشار العالمي.

 

تعريف الفرانشايز

هو طريقة لتطوير أسواق جديدة لنموذج عمل ناجح؛ وذلك من خلال توكيل الآخرين بالاستثمار به وتكراره بمكان آخر ضمن معايير وضوابط محددة؛ بحيث يلتزم المستثمر "فرنشايزي" ويحافظ على كافَّة عناصر العمل الأصليّ من النَّاحية التَّسويقيَّة والتَّشغيليَّة والتّجاريَّة والإنتاجيَّة.

 

تعريفات عن الفرانشايز

1.     صاحب العمل الأصلي يُسمَّى فرانشايزور .

2.     الوكيل عن الأصل يُسمَّى فرنشايزي.

 

أنواع الفرانشايز

هناك نوعان من علاقة الفرانشايز:

1.     فرانشايز مفرد (وهو يكون لموقع واحد فقط).

2.     فرانشايز مُتعدِّد (وهو يكون لمنطقة جغرافيَّة مُحدَّدة تتضمَّن مجموعة مواقع قد تكون ضمن دولة واحدة أو عدة دُوَل).

 

شروط تحقق الفرانشايز

ليس كل عمل يمكن تطبيق فكرة الفرانشايز عليه؛ حيث يجب أن تتحقَّق فيه مجموعة شروط حسب التالي:

1.     وجود النموذج الأوَّل (الكونسبت -concept) للفرنشايز، وأن يكون تحت التشغيل، ويُقدّم الخدمة، وذو مركز ماليّ واضح.

2.     أن يكون العمل "concept -الفرانشايز " قابلًا للتَّكرار في منطقة أخرى، أو لشريحة أخرى من الزبائن.

3.     أن يكون العمل (الكونسبت - الفرانشايز) ذا ربحيَّة ماليَّة، وله هامش ربح كافٍ ليكون قادرًا على التَّقاسُم بنِسَب مُحدَّدة بين الفرانشايزور والفرانشازي.

4.     أن يكون قابلًا لتدريب الآخرين لتشغيل الفكرة (الكونسبت - الفرانشايز)، وتقديم نفس الخدمة أو المُنْتَج.

5.     أن يتحقّق فيه قابليَّة تأمين كلّ عناصر الموادّ الأوليَّة من أجل تقديم المُنْتَج النهائيّ للعميل أو الخدمة.

6.     وجود كتالوج تشغيليّ مُفصَّل (operation manual) ونظام متابعة ومُراقَبة تحكم العلاقة بين الفرنشايزور والفرانشايزي.

 

مراحل إتمام العلاقة التَّعاقديَّة الفرانشايز:

1.     المرحلة الأولى:

دراسة أوليَّة لإمكانيَّة تطبيق الفكرة في السُّوق الجديد، وتجميع كافَّة المعلومات المطلوبة لذلك من النَّاحية التَّشغيليَّة والماليَّة.

2.     المرحلة الثَّانية

توقيع عقد سِرِّيَّة المعلومات، وتبادل المعلومات المطلوبة لإكمال دراسة الجدوى الاقتصاديَّة للمشروع.

3.     المرحلة الثَّالثة

مع اكتمال الدِّارسَة المبدئيَّة للفكرة، وإمكانيَّة تطبيقها في المنطقة الجغرافيَّة الجديدة، وبعد توقيع اتفاقيَّة الفرانشايز، وعلى كلّ البنود التي فيه، بما فيها الالتزامات الماليَّة من طرف الفرانشازي لصالح الفرنشايزور يتم العمل على التَّالي:

·      يقوم الفرانشايزي على تأسيس الفرع أو الشَّركة من النَّاحية القانونيَّة، وتأمين الإجراءات اللازمة لذلك.

·      الإشراف والمشاركة في الدِّراسة الماليَّة لمُتطلَّبات التَّأسيس حسب التَّالي:

o    رأس المال المطلوب لشراء الأصول.

o    رأس المال التَّشغيليّ المطلوب.

o    عمل دراسة ماليَّة تقديريَّة للأعوام القادمة (projection) من خلال قائمة الدَّخْل التقديريَّة للعام الأوَّل والثَّاني والثَّالث كحدّ أدنى.

o    المُشارَكة في وَضْع الهيكل الإداريّ (organization chart) للفرع من (إدارة الشَّركة، الإدارة الماليَّة، فريق التَّسويق، فريق الصيانة)، والمساعدة في تأمين الموظَّفين المطلوبين آخذين بالاعتبار المواصفات المطلوبة.

o    تدريب المُوظَّفين "training" لمدة ثلاثة أشهر على المهامّ المطلوبة من النَّاحية الإداريَّة والتَّشغيليَّة والماليَّة.

 

4.     المرحلة الرابعة

وهي مرحلة ما بعد التَّأسيس.

و تكون بالإشراف على إدارة الشَّركة من النَّواحي والمَيْزات التَّالية:

·      الإشراف على التَّشغيل والالتزام بضوابط العَقْد.

·      الإشراف على التَّقرير الماليّ.

·      تبادل المعلومات والاستفادة من شبكة العلاقات العائدة للفرانشايزور في تأمين مبيعات للفرنشايزي.

·      الاستفادة من شبكة العلاقات والموردين للفرنشايزور، لتخدم الفرنشايزي في المشتريات ومصادرها.

·      الاستفادة من تحويل طلبات البيع للفرنشازي، والعكس صحيحٌ بحيث يتمّ إرضاء أكبر شريحة للعملاء.

·      الاستفادة من الحملات الدّعائيَّة في شبكات التَّواصل بشكلٍ غير مُبَاشِر.

·      الاستفادة من كلّ برامج المُراقَبَة والجَوْدَة والمُتابَعَة التَّشغيليَّة التي يستخدمها الفرنشايزور.

·      الاستفادة من قيمة الأسهم بنسبة يَتِمّ الاتِّفاق عليها في حال تمَّ البيع الكامل أو الجزئي للشَّركة الأم أو الفرع.

 

وتعتبر فكرة تطوير العمل من خلال الفرانشايز من أسرع الطُّرق لتطوُّر وتوسُّع العمل وانتشاره، ومن خلال استثمار الآخرين بالفكرة التي تَحملها والتي تمَّ العمل على تأسيسها وإنجاحها.

وتُؤمِّن فكرة الفرانشايز عائدًا مادِّيًّا لصاحب الفكرة من خلال الرُّسوم التي يتَّفق عليها في عقد الفرانشايز.

وتُقسَّم على النَّحو التالي:

·      رسوم "franchise fees" تُدْفَع لمَرَّة واحدة، وتكون لقاء مُدَّة تعاقديَّة محدَّدة (10-15 عامًا مثلاً).

·      رسوم "franchise royalty" وتكون بشكلٍ دوريّ ومرتبطة بنِسْبَة من المبيعات.

·      رسوم أخرى مثل المُشارَكَة في حملات الدّعاية المشتركة "marketing fees".

·      وقد يكون هناك فائدة أخرى من خلال المشتريات للموادّ الأوليَّة التي تتمّ عن طريق الفرانشايزور.

 

من جهةٍ أخرى هناك بعض الجوانب السَّلبيَّة التي يمكن أن تظهر من خلال العمل بفكرة الفرانشايز؛ منها:

·      احتماليَّة تقديم المُنْتَج النّهائيّ أو الخدمة للعميل بجَوْدَة أقلّ لأسبابٍ عدَّة.

·      أيّ خلل أو تقصير في أحد مواقع الفرنشايزي الذي يحمل الاسم نفسه "Brand"؛ سوف يعود تأثيره على السِّلسلة كلّها.

·      التَّحكُّم بالجَوْدَة أو المُراقَبَة الماليَّة كلما بَعُدَت من المركز تكون بمثابة تَحدٍّ أكثر.

وممَّا سبق أعلاه، وبالعودة إلى الأسماء الكبيرة المُنْتَشِرة بالعالَم مثل (ماكدونالد، برغر كينغ، KFC، إلخ) سوف نجد انتشارها يعود من خلال فكرة الفرنشايز.

Previous
Previous

ابدأ وصَحِّح على الطريق