احرص على جميل يعرف عنك
مهم جدا أن تختار لنفسك رسالة أو صفة أو سمة تحب أن يعرفك الناس بها ، وحين تحدد تلك السمة وتكتبها في مذكراتك سوف ترى أنك من تلقاء نفسك ستعمل عليها و تحرص على الالتزام بها ، مع الأيام تصبح سمة يذكرك الناس بها .
اذكر هنا بعض الأمثلة والفضائل المحمودة دون الحصر:
(جابرا للخواطر، صاحب نخوة، طيب القلب، واصل للرحم، محترم، عطوف، …. الخ). والأمثلة في هذا السياق كثيرة
ولكن من الحكمة أن تختار سمة تحمل رسالة لتكون مما ترى نفسك فيه حتى تكون سهلة عليك. فتتطبع و تلتزم بها و حينها بإذن الله ستكون مدعاة لرحمة الله ومغفرته لك .
واذكر هنا الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم حين مُرَّ بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَمُرَّ بجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ ، قال عمر : ما وجبت ؟ فقال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض .
ويحضرني هنا أيضا الحادثة اللطيفة التي رويت عن أحد علماء الحديث في بلاد الشام حين كان في زيارة الى الهند والتقى فيها مع علامة الهند المحدِّث المسند الحافظ وسأله ذلك العلامة عن الحكمة من موت خالد بن الوليد على فراشهِ مع صدقهِ في طلبِ الشهادة في سبيل الله في مظانِّها ومواطنِها وتحت ظلالِ السيوف في أكثر من مائة وعشرين معركة حاميةِ الوطيس ؟
فقال الشيخ العالم لا .
فقال العلامة المحدِّث الهندي : ذَكر لنا علماؤُنا أنَّ النبيَّ ﷺ لقَّبَ خالداً بسيف الله المسلول فإذا قُتل في معركةٍ فقتلهُ يعني كُسرَ سيفِ الله ، وسيفُ الله لا يُكسرُ أبداً حتى لا يقول الناسُ : قُتِل سيف الله وكُسِر، بل اختار الله لهُ أن يموتَ على فراشهِ .
وبهذا السياق من الأهمية أن يعمل المرء على ستر ما يقوم به من زلات و معاصي دون الجهر بها لتبقى سمات الخير والفضائل هي التي تعرف عنه .
والله الموفق